BS"D
العبادة
إن أهم شيء في حياة اليهودي المتدين هو عبادة الله تعالى وتنفيذ وصايا التوراة، التي منها ما هو مرتبط بين الرب تعالى والبشر ومنها ما هو مرتبط بين الإنسان وأخيه الإنسان. وقد قيل في التوراة (الخروج ٢٣: ٢٥ ترجمة كتاب الحياة) ﴿إِنَّمَا تَعْبُدُونَنِي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكُمْ﴾ وفي أيام البيت المقدس كان تقديم القرابين الصورة الرسمية لعبادة الرب تعالى عند الشعب (بني إسرائيل). لكن بعد تدمير البيت المقدس صار تقديم القرابين غير ممكن وأصبحت الصلاة واجبة على كل يهودي.
ووفقاً للتلمود (البابلي "تعنيوت" أو "صوم" ٢أ) إن أفضل العبادة هي الصلاة النابعة من القلب وقد قيل في المزمور (١٤٥: ١٨ ترجمة كتاب الحياة) ﴿الرَّبُّ قَرِيبٌ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ يَدْعُونَهُ بِصِدْقٍ﴾. وعندما صلّت حَنَّة، أم النبي صموئيل، وطلبت من الرب تعالى أن يرزقها بولدٍ صلّت بصمت وهدوء حتى إن الكاهن الكبير لم يميز ما هي تفعل ولكن سمع المولى تعالى صلاتها وقيل ﴿وَفِي غُضُونِ سَنَةٍ حَبِلَتْ حَنَّةُ وَأَنْجَبَتِ ابْناً دَعَتْهُ صَمُوئِيلَ قَائِلَةً: «لأَنِّي سَأَلْتُهُ مِنَ الرَّبِّ»﴾ (صموئيل الأول ١: ٢٠ ترجمة كتاب الحياة)، فالصلاة هي صلة الوصل بين الله عز وجل والإنسان.
ولم نجد لليهود صلاة رسمية كانوا يصلّونها بصورة دائمة في فترة البيت المقدس الأول باستثناء ما نجد في الكتاب المقدس. وفي فترة البيت المقدس الثاني وضعت المحكمة العليا صيغة الصلوات اليومية وهي تتألف من ثمانية عشر فصلا. وفي الفترة العباسية جُمعت الصلوات اليهودية في كتب في بلاد الشام والعراق. وبإمكان كل فرد أن يضيف طلباته الشخصية والتماساته كلما أراد. ويستطيع اليهود أن يصلوا بأية لغة يفهونها كشهادة التوحيد اليهودي وبركة الطعام (المِشنا "سوطا" ٧ :١)، ونجد ترجمة للصلاة في اللغة العربية عند اليهود اليمنيين، ولكن معظم اليهود يصلّون اليوم باللغة العبرية. وهذه ترجمة يمنية باللغة العربية للصلاة اليومية:
«واسمع صوتنا يا ربنا واشفق علينا وارحمنا واقبل برحمة ورضاء صلاتنا ومن بين يديك يا ملكنا لا تردّنا خائبين إذ أنت سامع صلوات كل فم دعاك سبحانك وتبارك اسمك يا سامع الصلوات ومجيب الدعاء.» (من تأليف الحاخام المرحوم يوسف القافح، «كتابييم أ» مطبوع في أورشليم ١٩٨٨م، صفحة ٤٩٧)
وقد قال الحاخام إليعزر بن هورقانوس (المِشنا بركات ٤:٤ والمِشنا "أباء" أو "ابوت" ٢: ١٣ من أقوال حاخام شِمعون) على الشخص أن لا يجعل صلاته عملية روتينية (اِعْتِيَادِيّة) بل طلبات رحمة واستغفار للذنوب. ويقضي الحكماء عادة ساعة كاملة في التأمل والتفكير في عظمة الخالق تعالى قبل أن يبدؤوا صلواتهم (المِشنا "بركات" ٥: ١).
وتؤدّى الصلوات اليهودية ثلاث مرات في اليوم، في الصباح وبعد الظهر وفي المساء، بالإضافة إلى صلاة أخرى في أيام السبت. كما أن هناك صلاة خاصة تؤدى في اليوم الأول من كل شهرٍ، وفي أيام الأعياد المذكورة في التوراة. تسمى الصلاة بالعبرية «صلاة الوقوف» لأن المصلين يقفون أثناء الصلاة. وتبدأ الصلاة بشكر للمولى تعالى وتنتهي أيضا بشكر وبطلب سلام كامل في الدنيا.
نجد نص الصلاة الرسمية بصيغة الجمع فقط ولكن يمكن لمن يشاء أن يضيف دعوة إلى صلاته بصيغة الفرد. وبالرغم من احتمال أداء الصلاة فرديا أو في الكنيس تتطلب أجزاء الصلاة حضور عشرة رجال. إن صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفرد. وقد ذكر ذلك أيضاً الحاخام سعيد الفيومي في «كتاب جامع الصلوات والتسابيح» الذي كتبه بالعربية «وإن كانت جماعة تصلى هذه الثلاثة صلوات...ينبغي أن يكون من العشرة إمام لهم، يتقدّم بين يديهم، ويقول أشياء زائدة على صلاة الفرد...ويقومون يصلون [الفصول الثمانية عشر] بصوت [منخفض] فإذا فرغوا وسلّموا [التسليم هي نهاية الصلاة] تقدّم الإمام وافتتح [الصلاة بصوت عال]».
سوف نرفق موضوعنا عن العبادة بفيلم وثائقي قصير عن الكنيس اليهودي.
No hay comentarios:
Publicar un comentario
Tu opinión es importante para nosotros!